التطوُّر العلمي والتكنولوجي الذي يشهده عالمنا هو نتاج تضافر الجهود الإنسانية جمعاء عبر التاريخ، واليوم سنتحدَّث عن قصة نجاح توماس أديسون باعتبارها أحد أشهر قصص النجاح في العالم، فقد استطاع هذا العالِم بفضل عبقريته وذكائه أن يُعلِّمنا أنّ التجربة بداية الطريق لتحقيق النجاح عندما قال أنا لم أفشل بل وجدت ألف طريقة فاشلة ليخترع في النهاية المصباح الكهربائي، وتكريماً لمجهوداته في خدمة البشرية سنستعرض فيما يلي أهم الأحداث التي عاشها هذا العالم العظيم.
أوَّلاً: النشأة
وُلِد توماس ألفا أديسون في 11 فبراير عام 1847م بولاية أوهايو في الولايات المتحدة وكان أصغر أخوته، وعندما بدأ بالنمو لاحظ أبويه عليه أنه يُكثِر من طرح الأسئلة وكان يحب تجريب كل ما هو جديد ويحب أن يعرف كل شيء من حوله ورأى البعض أنَّ تصرفاته جنونية بالنسبة لعمره، في عمر السبع سنوات أصيب أديسون بالحمى القرمزية التي تسبَّبت فيما بعد بفقدان سمعه تدريجياً.
ثانياً: الدراسة
درس أديسون في المدرسة لمدة 3 أشهر فقط ثم قرَّرت والدته متابعة تعليمه في المنزل، حيث يُحكى أنَّ أديسون أثار إزعاج أحد أساتذته في المدرسة بسبب كثرة أسئلته فقال له الأستاذ في أحد الأيام بأنه طفل فاشل وهذا ما أثار استيائه جداً فهرع لوالدته وقال لها ما حدث معه وهذا ما دفعها لكي تخرجه من المدرسة، وبالفعل تولت أمه مهمة تدريسه وزودته العديد من الكتب العلمية وهذا ما سمح له أن يطلع على مختلف أنواع المعارف في سن مبكرة.
اقرأ أيضاً: 8 وسائل لتقوية مهارات الدراسة عند الأطفال
ثالثاً: بداية حياته العملية
- بدعم من والديه فكَّر أديسون في إنشاء مختبره الأول في قبو منزله وبالفعل تمكَّن من شراء بعض البطاريات وأنابيب اختبار ومواد كيميائية، ولسوء الحظ حدث إنفجار صغير في مختبره وهذا ما دفعه لإغلاقه.
- حاول أديسون بمساعدة صديق له إيجاد نظام خاص بالتلغراف وكانت هذه التجربة محاولة لتكملة اختراع صموئيل مورس عام 1832م لكنه فشل في ذلك، وبعد عدة محاولات طويلة تمكنوا من إرسال واستقبال الإشارات والرسائل عبر الجهاز.
- دخل لسوق العمل في عمر مبكر فعندما كان في عمر 12 عام أقنع والديه في الحصول على وظيفة، وبالفعل عمل كبائع للصحف للركاب الموجودين بالقطار.
- في عام 1861م مع بداية الحرب الأهلية الامريكية أخذ توماس أديسون الحق الحصري لبيع الصحف التي تواكب آخر الأحدث عن القتال والحرب وكانت هذه بداية الانطلاق لأهم مشاريعه.
- تمكَّن فيما بعد أديسون من العمل لمدة وجيزة كمُشغل تلغراف ولكن بسبب فقدانه للسمع بشكل تدريجي لم يستطع الاستمرار به.
رابعاً: اختراع المصباح الكهربائي
- بدأ توماس أديسون بتطوير معرفته العلمية فيما يتعلَّق بالكهرباء وبالفعل نجح في اختراع آلة التلغراف ثم آلة التسجيل الصوتي، وعندما اخترع آلة التسجيل الصوتي أطلقوا عليه اسم الساحر، واستطاع فيما بعد اخترع الهاتف الكهربائي.
- عندما مرضت والدته قرر الطبيب أن يجري لها عملية جراحية فورية لكن الوقت كان ليلاً ولا يوجد ضوء كافي لإجراء هذه العملية فاضطر لتأجيلها حتى طلوع النهار وهنا بدأ بالتفكير في اختراع المصباح الكهربائي.
- فكَّر أديسون باختراع مصباح كهربائي للإنارة، ويقول في مذكراته أنه خاض أكثر من 99 تجربة فاشلة وفي كل مرة عندما تفشل تجربة كان يقول "هذا عظيم... لقد أثبتنا أن هذه أيضاً وسيلة غير ناجحة للوصول للاختراع الذي أحلم به"
- وبفضل إصراره وعزيمته التي لا تقهر تمكن في عام 1879 من إنارة المصباح واستمرت الزجاجة مضيئة لمدة 45 ساعة، وعندها نشرت الصحف خبر أنَّ الساحر أديسون حقق معجزة أخرى وهي القضاء على العتمة بضوء مصباح صغير.
- في عام 1882م أسَّس توماس أديسون شركة خاصة به للإضاءة وهنا كانت بداياته مشواره كرجل أعمال، وبالفعل تمكَّن من السيطرة على مجال الإنارة والكهرباء في العالم كله.
تعليقات
إرسال تعليق